في حلقة هذا اليوم لن نتحدث عن التقنيات و إنما سنتطرق لبعض الأمور التي
تهم الذاكرة كالتغذية الجيدة و السليمة، إضافة إلى بعض النصائح و
الإرشادات للمحافظة على فعالية و نشاط ذاكرتك لتصبح أفضل مما هي عليه الآن!
أغذية مفيدة للذاكرة
أظهرت دراسة اهتمت بعلاقة التغذية و الذاكرة أجريت خلال 25 سنة في
هارفارد (Harvard Medical School) على 13.000 عينة من النساء أن أولئك
اللواتي تناولن نسبة مرتفعة من الخضار بانتظام أظهرن انخفاض إمكانية
الإصابة بأعراض متعلقة بشيخوخة الذاكرة، و يسمى ذلك النوع من الخضار
(Cruciferous Vegetables) مثل: القرنبيط، الفجل، الملفوف، نبات البقلة…
و النوع الثاني هو الخضراوات الورقية (Leafy Vegetables) مثل: الجزر، الكرفس، اللفت…
فقد كان لهذه الخضراوات أكبر الأثر في مساعدة النساء على الإحتفاظ
بذاكرة سليمة طوال مدة إجراء تلك الدراسة. كما أثبتت دراسة أخرى أن المواد
الكيميائية النباتية (Phytochemicals) مثل: الأونثوسيانين (Anthocyanin) و
الكيرسيتين (Quercetin) كان لها أثر في الوقاية من أسباب تراجع الذاكرة
المتعلقة بالشيخوخة في المعامل المخبرية الحيوانية.
بعض أفضل أنواع الخضار للذاكرة: القرنبيط، كرنب بروكسيل (Brussels Sprouts)، الملفوف، ملفوف الخردل الأبيض (Bok Choy).
بعض أفضل أنواع الخضار الورقية للذاكرة: السبانخ، الكرنب، اللفت، الخص.
بعض أنواع الأغذية المحتوية عى الأنثوسيانين:
التوت (بشتى أنواعه)، الكرز، الباذنجان، العنب، البرقوق، البصل الأحمر،
التفاح الأحمر، الملفوف الأحمر، البنجر الأحمر (ما يسمى الباربا بالدارجة
المغربية).
بعض أنواع الأغذية المحتوية على الكيرسيتين:
البصل (الأحمر، الأصفر، و الأبيض)، الكراث، الطماطم، القرنبيط، التوت
الأزرق، المشمش، التفاح الأحمر بالقشرة، العنب الأحمر الأرجواني و الأسود.
حمض الفوليك مهم كذلك و ضروري لذاكرتك – Folic acid
حمض الفوليك (Folic) له تأثير مباشر على الذاكرة، تبين ذلك من خلال
دراسة أجريت في جامعة تافتس في بوسطن على 320 شخصا لمدة ثلاث سنوات أن
الأشخاص الذين كانوا يتوفرون على نسبة عالية من الهوموسيستين
(Homocysteine) في الدم عانوا من تراجع في الذاكرة، بينما إذا تناول أولئك
الأشخاص أغذية غنية بحمض الفوليك فإن ذلك يحمي ذاكرتهم (حمض الفوليك يقلل
من مستوى الهوموسيستين في الدم)، كما أثبتت دراسة أخرى أسترالية أن تناول
الكثير من الأغذية المحتوية على حمض الفوليك له علاقة وطيدة بسرعة معالجة
المعلومات و استدعائها، بعد أربع أسابيع من تناول أغذية محتوية على حمض
الفوليك أثبتت النساء اللواتي أجريت عليهن الدراسة تحسنا ملحوظا في
الذاكرة.
بعض الأغذية المحتوية على حمض الفوليك:
العدس، الفاصوليا (Black eyed peas)، حبات الصوجا، السبانخ، الجلبانة
الخضراء، القوق، القرنبيط، جنين القمح (Wheat germs)، البنجر الأحمر
(الباربا)، البرتقال.
أجريت دراسة أشرف عليها باحثون في المركز الطبي بجامعة راش بشيكاغو على
أزيد من 3000 رجل و امرأة دامت لسنوات، و ذلك من أجل معرفة مدى تأثير
الحمية الغذائية على الذاكرة، و أثبتت هذه الدراسة أن الأشخاص الذين
تناولوا السمك على الأقل مرة واحدة في الأسبوع كان لديهم فرصة 10% أقل
لتراجع الذاكرة مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوا السمك، هذا الفرق منحهم
ذاكرة و قدرة على التفكير بمثابة حيوية و قدرة تفكير شخص أصغر بثلاث سنوات.
للمزيد من المعلومات في ما يخص التغذية يمكنك زيارة موقع Joy Bauer الخبيرة في التغذية.
نصائح لذاكرة جيدة
1- ذاكرتك موجودة في دماغك، اعتن بدماغك جيدا كي لا تتأثر ذاكرتك
2- مرن ذاكرتك باستمرار (عن طريق ألعاب الذاكرة أو أي تمارين تمارسها بشكل منتظم)
3- احفظ شيئا بسيطا كل يوم لتنمية و تقوية قدرتك على الحفظ
4- تجنب الإجهاد فهو يؤثر على الذاكرة
5- مارس التمارين الرياضية بانتظام، سيساعدك هذا على
إنشاء خلايا دماغية جديدة -نورونات- في مركز الذاكرة في دماغك، هذا يحفز
نمو الخلايا في مركز hippocampus -جزء الدماغ المسؤول عن الذاكرة-.
6- تناول جيدا و بالشكل الصحيح
7- كن شديد الملاحظة (كثير من الأشياء لا نتذكرها فقط لأننا لم نوليها اهتماما)
8- المعلومات الجديدة تحتاج للمراجعة المستمرة حتى تبقى مثبتة في الذاكرة
9- تعلم تقنيات الذاكرة و استعملها في حياتك اليومية
10- أخرج من الروتين اليومي و قم بتحدي نفسك بحفظ شيء
لا يستطيع الأشخاص الذين تعرفهم فعله (حفظ مائة رقم هاتف، حفظ 100 حديث،
حفظ 1000 كلمة في أسبوع…)، سيكسبك التحدي مزيدا من الثقة بالنفس أن لك
ذاكرة قوية إذا قمت بإنجازه بنجاح.
11- اجعل التنظيم جزءا من حياتك
12- تعلم بالطريقة التي تناسبك و لا تتبع نموذج شخص آخر فقد يكون صالحا له هو و ليس لك أنت!
فيتامينات جيدة للذاكرة
1- الكالسيوم
2- حمض الفوليك
3- الحديد: مسؤول عن إنتاج المواد الكيميائية في الدماغ و المسؤولة عن استعادة و ترميم الذاكرة
4- المغنيزيوم: مسؤول عن نمو الخلايا الدماغية عند
الأطفال و عن عمل الدماغ لدى الكبار. أثبتت الدراسات أن النسب المرتفعة من
المغنيزيوم ساعدت في تطوير كفاءة الذاكرة.
5- السيلينويم: مضاد للأكسدة و مسؤول عن إزالة السموم
الموجودة في الدماغ، كما أنه يساعد على إيجاد المواد المعدنية التي يحتاجها
الدماغ لتجنب فقدان الذاكرة.
6- فيتامين (B): يساعد الجسم على امتصاص الكلوكوز الذي
يعتبر العنصر الأساسي لتغذية الدماغ و تزويده بالطاقة. أثبتت الدراسات أن
انخفاض نسبة هذا الفيتامين يؤدي إلى فقدان التركيز. يوجد في البيض، اللحوم
الخالية من الدهون، الخضراوات، المكسرات، الجلبانة و الحبوب.
7- فيتامين (B6): ضروري للدماغ و الجهاز العصبي كي
يعملا بشكل عادي. أثبتت الدراسات أن غياب فيتامين B6 يؤثر على الذاكرة و
يعيق من قدرتها على الإحتفاظ بالمعلومات. يوجد هذا الفيتامين في السمك،
الدواجن، أصفر البيض، الحبوب، البطاطس و فاكهة الأفوكادو.
8- فيتامين (B12): يعرف مرضى الزهايمر بافتقارهم لهذا
الفيتامين، و يمكنك الرفع من مستوى هذا الفيتامين بتناول البيض، الدواجن،
الكبد و الجبنة.
9- فيتامين (C): مضاد للأكسدة. يحتاج هذا الفيتامين
للتجدد باستمرار، كما أن تناوله يحافظ على نشاط الدماغ. يوجد في الحوامض،
الفراولة، الطماطم و القرنبيط.
10- الزنك: يلعب دورا مهما في الوظائف العصبية للدماغ.
أثبتت الدراسات أن إعطاء ساندويشات غنية بالزنك للفتيات المراهقات جعلهن
يحصلن على معدلات أعلى في اختبارات الذاكرة البصرية. يوجد الزنك في
المكسرات، الفاصوليا، الحبوب، مشتقات الحليب، الذلاع، البيض.
و في الأخير، أتمنى للجميع امتلاك ذاكرة قوية و صحية كما يتمنى و يحلم
كل واحد، و نصيحتي الأخيرة هي أن الذاكرة القوية هي الذاكرة المدربة، و هذه
الذاكرة لن تحصل عليها بالإهمال و الكسل و لكن بالعمل و التدريب و التغذية
الجيدة و السليمة. كما أود شكر كل من تابعنا طوال هذه السلسلة أو تقاسم
محتواها مع أصدقائه لتصل الفائدة لأبعد مدى.
شكرا و إلى اللقاء مع تدوينة أخرى عن التنمية الذاتية من أجل حياة أفضل!